رسالة مفتوحة من النقيب السابق مصطفى أديب

إلى السيد فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية،

حول زيارته المقررة إلى المغرب في أبريل 2013.

 

السيد الرئيس،

لقد قررتم أن تقوموا يومي 3 و 4 من شهر أبريل  بزيارة دولة إلى المغرب تلبية لدعوة من الملك محمد السادس، وفقا لبيان صادر عن قصر الاليزيه.

بصفتي مواطنا يشاطركم العديد من القناعات، أود أن أوجه لكم هذه الرسالة المفتوحة حول زيارتكم. ذلك أن أصلي المغربي يدفعني لكي ألفت انتباهكم إلى عدد من الحقائق المتعلقة بالمملكة المغربية، راجيا منكم أن تأخذوها بعين الاعتبار.

السيد الرئيس،

هل أنتم واعون أن المغرب أصبح ديكتاتورية؟ وأن الملك الحالي محمد السادس يتصرف كمستبد مطلق تماما كما كان يفعل والده؟

وهل تعلمون أن الدستور الحالي – الذي نوه به سلفكم –  لا يلبي تطلعات الغالبية العظمى من الشعب المغربي، شأنه شأن الحكومة المغربية الحالية وشأن التشريعات الصادرة منذ انطلاق الربيع الديمقراطي في شمال أفريقيا؟

السيد الرئيس،

هل تناهى إلى علمكم وجود المئات من السجناء السياسيين وسجناء الرأي أو الضمير في المغرب؟ وأن منظمة العفو الدولية "أمنيستي" ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" والجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد أصدرن العديد من البيانات عن هذا الموضوع؟

وهل تعلمون أن نظام محمد السادس يستعمل كل تقنيات الماكياج لإخفاء هذا الواقع المرير معتمدا على تحكمه المطلق في الجهاز القضائي؟ لقد كنتُ من بين آلاف المواطنين الذين سحقـتْهم هذه الآلة الرهيبة.

وهل تعلمون أيضا أن محمد السادس يستحوذ يوميا على مبلغ 700.000 يورو لتغطية مصاريف أسرته  وقصوره  والاستمرار بلا حياء في حياة البذخ والترف الجنوني؟

وأن هذا الملك الملياردير استطاع في ظرف عشر سنوات أن يضاعف خمسة مرات ثروة أبيه، بينما هناك الملايين من المغاربة يعيشون بأقل من يورو واحد في اليوم؟

وهل تدركون بأن الفساد قد بلغ مستويات قياسية في المغرب، وقد ذهب ضحيته حتى بعض المواطنين الفرنسيين الذين استقروا في المملكة أو استثمروا أموالهم فيها ؟ وأن محمد السادس وعائلته والمافيا التي تحيط به يمتلكون في فرنسا عقارات بأموال غير مشروعة، كما هو الحال بالنسبة للرؤساء الأفارقة الذين تلاحقهم منظمة الشفافية الدولية أمام المحاكم الفرنسية ؟

 

السيد الرئيس،

أرجوكم وأناشدكم : لا تشجعوا ولا تساندوا هذا النظام الاستبدادي، كما فعل بعض الفرنسيين في عام 1911 عندما كان المغاربة يريدون إسقاط هذه الأسرة الحاكمة المجرمة. إن الشعب المغربي وخاصة الشباب، طلابا أو غيرهم، أصبح أكثر وعيا بقساوة هذا النظام الذي يخنق أنفاسه، ولا يستسيغون الأسباب التي تدفع فرنسا إلى الاستمرار في دعمه.

لقد حان الوقت لكي تتوقف فرنسا عن غض الطرف عن انتهاكات هذه السلطة الفاسدة وعن اتخاذها شريكا. إن تاريخ فرنسا ينبغي أن يدفعها لتبقى وفية لقيمها العريقة: فلسفة الأنوار، مهد حقوق الإنسان، معقل الثورات ضد ظلم الحكام ولو كانوا ملوكا.

إن قضية بن بركة تشكل مثالا مؤسفا من العلاقات غير السليمة القائمة بين فرنسا والمغرب. ألم يحين الوقت لطي صفحة الأكاذيب ؟

السيد الرئيس،

اسمحوا لي أن أناشدكم للسعي إلى تشجيع مغاربة الجيل الجديد لكي يحبوا فرنسا والفرنسيين. والسبيل لذلك هو وفاؤكم لمبادئ وقيم الاشتراكية، وخصوصا الشجاعة والنزاهة اللتان كانتا في صلب خطاب حملتكم الانتخابية.

شكرا لكم مسبقا سيدي الرئيس.

 

حرر بتاريخ  29 مارس 2013

مصطفى أديب

- نقيب سابق في القوات الجوية المغربية،

- سجين تعسفي لمدة 2 سنتين ونصف بأمر من الملك محمد السادس،

- فائز بجائزة النزاهة سنة 2000 من طرف منظمة الشفافية الدولية Transparency ،

- مهندس في الاتصالات.